عاشق الصديق الجديد
عدد الرسائل : 2 العمر : 36 العمل/الترفيه : التفريغ علي الزجاج والفحر تاريخ التسجيل : 13/04/2008
| موضوع: تقدير الجمال الأحد أبريل 13, 2008 3:19 pm | |
| | من السؤ أن نعد الجمال من كماليات الحياة ، فإنه من ضرورياتها ، وأن نعده متعة من متع ساعات الكسل والفراغ فإنه لا بد أن يملأ حياتنا .ومن قصر النظر أن نقصره علي أنواع من الزينة وعلي ضروب من الأشكال ، وعلي أنماط من المظاهر ، فمداه أوسع من أن يحده حد ، وهو أعمق من أن يكتفي فيه بالسطح ، وهو أقوم من أ، يكون ملهي في لحظات من الحياة . ما الدنيا إذا فقدت الجمال ، وفقدنا شعورنا بالجمال ؟ إنها إذن لا تستحق الحياة فيها ساعة ، فما يقومها ويجعلها تستحق البقاءإلا أن كل شئ فيها مزج قصد النفع منه يقصد التجميل . لولا الجمال والشعور به لبقيت الكهوف والمغارات وهي مساكن الإنسان الآن كما كانت مساكن الإنسان الأول ، ولولا الجمال لكانت البيوت حجارة مرصوصة في غير نظام ولا ترتيب . ولولا الجمال ما كانت الحدائق والبساتين ، ولا كان حب الأشجار والأزهار ولا كان هناك فرق بين لون الجراد والقنفد ولون الطاووس والفراش ، ولانعدمت تماماً مملكة الألوان بما فيها من زينة وإبداع . ولولا الجمال لاختفي كل فن ، فلا أدب ولا تصوير ، ولا نقش ولا موسيقي ولكانت أصوات البوم والغربان كأصوات البلبل والكروان . ولولا الشعور بالجمال ما كان في كل ما حولنا من مناظر طبيعية جمال ، فشروق الشمس وغروبها ، وبريق النجوم ولمعانها ، والبحار وأمواجها والسحاب وزروقتها ، ولا قيمة لها في نظر فاقد الشعور بالجمال . دقق النظر فيما شئت من مأكلك ومشربك وملبسك ومسكنك ، تجد أ، الإحتفاء بالجمال أضعاف الإحتفاء فيها بالمنفعة ولولا ذلك لقنع المرء بكوخ أو كهف يسكنه . فإن أنت إنتقلت من الحسيات إلي المعنويات ، ورأيت جمالأً سامياً وحسناً فاتقاً ، فللعدل جماله وللتضحية جمالها ، وللشجاعة جمالها ، ولو أنت قدرت كلُ ذلك بميزان المنفعة وحدها لضاع منها أكبر قيمتها وكنت كمن يقدر الوردة الجميلة بثمنها والشجرة الجميلة بغلتها . إن تقدم الإنسانة في المدينة والحضارة ، والدين والعلم والإختراع والخلق ، يدين للشعور بالجمال أكثر من أي شئ آخر ، فلولاه ما تحرر الإنسان من سيطرة الطبيعة عليه ، وذلك أنه لما استيقظ في نفسه الشعور بالجمال نظر إلي العالم حوله نظرة تعجب وإعجاب ، فكان هذا مفتاح بحثه ، ومفتاح علمه ، ومفتاح فك القيود التي قيدته بها الطبيعة ، بل ومفتاح تحرره من القيود الثقيلة التي قيده بها النظام الإجتماعي من استبداد وظلم وإعتساف ولقد تنبه شعور الإنسان بالجمال رويدا رويدا ، فرأي وجه الظلم قبيحا فنفر منه ، ووجه الرق ذميما فاشمأز منه ، بقدر ما استجمل العدل والحرية والإخاء والمساواة ، فهانت عليه التضحية في سبيل جمالها ولولا شعوره بهذا الجمال لكان هو والحيوان سواء . والفرق بين أمة راقية وأمة منحطة هو الشعور بالجمال هو ينظفها وهو يمدنها ، وهو ينظم مدنها وهو يرقي عقلها وهو الذي يحقق العدل فيها وهو الذي يُحسن العلاقة بين أفرادها . إذا رقي الشعور بالجمال في أمة ثارت علي كل قبيح في مادة أو معني ، ولم تقنع إلا أن يحيط بها الجمال في نفسها وفي بيتها وفي قوانينها وفي نظام حكومتها ، وفي كل شئ حولها ، وإذا سما الشعور بالجمال في إنسان أدرك أن الفضيلة فضيلة لجمالها ، لا لأي صفة أخري . الجمال إنسجام والقبح نشاز ، جمال الأدب في إنسجام لفظه مع معناه ، وانسجام ذلك كله مع الكاتب والقارئ وجمالها أتي من إنسجامها مع المجتمع وسيرها معه في طريق الرقي . وقد تصدر القضيلة عن عُرف وعادة فتكون عرضه للخطأ والفساد ككل عرف وعادة ، وقد تصدر عن عقل فيحسب العقل ما في العمل من خير وشر ، ولذة وألم ، ومنفعة ومضرة فيكون شأنها شأن كل أحكام العقل ، فاترة جامدة عُرضة لأن يلعب بها المنطق الذي يستطيع أن يبرهن علي الشئ ونقيضه ، إنما القيمة الحقة للفضيلة في أنها تصدر عن عشق وهيام ، ولا عشق ولا هيام إلا عن شعور بالجمال فمعجزة الإسلام الكبري تتوقغ علي الشعور بجمال أسلوب القرآن وفنه في أداء أغراضه وحسن تصويره لمعانيه ، وقصده مع هذا إلي جمال البساطة ، وكم للبساطة من جمال .
عاشق ولكن
|
| |
|
Admin Admin
عدد الرسائل : 138 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: رد: تقدير الجمال الأحد أبريل 13, 2008 4:13 pm | |
| مشكووووووووووووووور اخي عاشق | |
|